-A +A
رجاء الله السلمي
أمس كان يوما تاريخيا للرياضة السعودية وهي تجسد حقيقة الانتخاب وتعيشها حدثا وواقعا ..
حيث اتجه ممثلو الأندية لصندوق الاقتراع لانتخاب نصف عدد أعضاء الاتحادات المتاحة للانتخاب وتم التصويت على 306 أسماء رشحوا أنفسهم للوصول إلى مقاعد ومجالس الاتحادات الرياضية. الخطوة في حد ذاتها مبهجة ومثيرة للاهتمام وتحمل توافقا رائعا مع متغيرات الواقع.. وتمنح المتابع مؤشرات عديدة للمرحلة التي تعيشها الرياضة السعودية. منذ عامين والعمل يجري للوصول إلى مرحلة الانتخاب التي جرت أمس والكل يعلم أن مهندس هذا العمل هو الأمير نواف بن فيصل بن فهد الذي كان قد تابع تفاصيل المراحل المتتالية لهذا الحدث وكرس وقتا وجهدا كبيرا لترجمته على ارض الواقع وعمل على مدى فترة طويلة لتفعيله والتخطيط له وتقديمه للوسط الرياضي كثقافة جديدة يفترض أنها السبيل الأفضل للقرار في أنديتنا ... إذن الدعم كان ظاهرا وفاعلا لهذا الحدث.

وفي مقابل ذلك وبرغم مطالبات في مراحل سابقة بضرورة الانتخاب لمجالس الاتحادات الرياضية إلا أننا رغم كل المطالبات العديدة لم نقدم الصورة التي كان من المفترض أن تواكب هذا الحدث ولم ننتهز الفرصة لتقديم رياضتنا بماهو أفضل .. فالفرصة كانت سانحة لحمل أجندة عمل لكل مرشح ليس من الأندية فقط بل من المتابع والمشجع البسيط.
يجب أن نكون أكثر وضوحا لنعترف أن المرشحين فشلوا في تقديم برامجهم للآخر واكتفوا ببعض أفكار أشبه ماتكون بأمنيات ربما لاتتحقق ( وهذا هو الا قرب ..)
كان من المفترض أن تتحول الأسابيع القليلة الماضية إلى حراك رياضي ضخم من خلال منتديات وندوات وامسيات تناقش واقع كل اتحاد وإمكانات تطويره والإسهام في إبرازه الى جانب نشر ثقافة كل اتحاد ..
ربما نستثني هنا اتحاد كرة القدم الذي يستأثر دوما بالحديث من قبل أي متابع ويملأ الدنيا ضجيجا بأحداثه اليومية !! لكن الفرصة كانت تاريخية للألعاب الأخرى من خلال مرشحيها الذين كان من الواجب عليهم استثمار حدث كهذا وتفعيله بمناشط عديدة ربما تسهم في اتساع الاهتمام والمتابعة ..
بمعنى أدق كنت وكثيرون نعتقد أن مرحلة ماقبل الانتخاب النهائي هي مرحلة كسب أصوات وهذا يعني أن المرشح يجب عليه القيام بزيارات عديدة للأندية من أجل تقديم برنامجه وفكره ورؤيته وأطروحاته لكسب المزيد من الأصوات لكن المرشحين اكتفوا بمجرد طرح أفكار عامة وسرد أمنيات دون تفاصيل ..
أعتقد أنها فرصة ثمينة أهدرها المرشحون لإبراز قدراتهم على إحداث التغيير والتطوير ولم يكتفوا بذلك بل أضاعوا فرصة تثقيف المجتمع حول قضايا الرياضة والطرق المثلى لعلاجها ..
فهل يدرك المرشحون ذلك ؟ !!